أينشتاين في بكين.. ثورة مذهلة في الاتصال بالإنترنت ستحدث في الصين
تمكن قمر صناعي كمي صيني من إرسال رسائل «شبحية» عبر مسافة هائلة، في خطوة يمكنها أن تغير تمامًا من مستقبل تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت؛ ففي دراسة جديدة، نجح العلماء في نقل «الفوتونات التشابكية» بين قمر صناعي والأرض على مسافة أكثر من 1200 كيلومتر.
هذا يحطم الرقم القياسي السابق للانتقال التشابكي، والتي وصلت إلى حوالي 100 كيلومتر فقط.
وجرت هذه العملية من خلال تسخير ظاهر ة غريبة في الفيزياء تدعى «التشابك الكمي»، حيث يمكن للجسيمات أن تؤثر على توأم آخر لها، بعيدًا في الفضاء، وقد أطلقت الصين هذا القمر الصناعي الكمي (المعتمد على ميكانيكا الكم) في أغسطس (آب) 2016، على أمل أن يمكن استخدامه للمساعدة في إقامة اتصالات خارقة السرعة بين الفضاء والأرض.
التشابك الكمي وأينشتاين
يعتبر التشابك الكمي (quantum entanglement) واحدًا من أغرب الظواهر التي من المحتمل أن تقابلها في جميع مجالات العلم التي توصل لها الإنسان، حتى أن العالم الألماني الأمريكي ألبرت أينشتاين اعتقد باستحالة هذه الظاهرة، وأكد أنها «أمر غريب»، ويقصد بالتشابك الكمي تفاعل اثنين من الجسيمات بطريقة معينة بحيث يصبحان مرتبطين على مستوى عميق، ويتشاركان في الوجود أو الكينونة حتى لو كانا يبعدان عن بعضهما البعض – في الواقع – مسافة عدة سنوات ضوئية.
التشابك الكمي هو ظاهرة فيزيائية تحدث عندما تتفاعل أزواج أو مجموعات من الجزيئات بطرق معينة، بحيث لا يمكن وصف الحالة الكمية لكل مجموعة بشكل مستقل عن الجزيئات الأخرى، مهما كانت المسافة التي تفصل هذه الجزيئات عن بعضها البعض، وبالتالي يجب علينا هنا أن نصف الحالة الكمية للنظام المكون لهذه الجزيئات المتفاعلة ككل.
وكما ذكرنا، فإن أينشتاين لم يتمكن من استساغة هذه الفكرة، وفي نهاية المطاف، قرر أنها كانت فكرة أو ظاهرة غريبة جدًا لدرجة أنه لا يمكن أن تكون صحيحة، ولكن تجربة جديدة تمكنت من تقديم أكبر إثبات حتى اللحظة لوجود التشابك الكمي، وبالتالي يمكن التأكد بالفعل من غرابة هذا الكون كما كنا ننظر إليه دائمًا.
وقال خوان يين، المؤلف الرئيس والفيزيائي بجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية فى شانغهاى، فى الورقة البحثية «لقد تمكنا من مراقبة توزيع فوتونين متشابكين من قمر صناعي إلى محطتين أرضيتين على مسافة 1203 كم».
وأضاف أن توزيع التشابكات لمسافات طويلة ضروري لاختبار فيزياء الكم والشبكات الكمومية، وبالرغم من محاولة أينشتاين التخلص من فكرة هذه الظاهرة، لكن التشابك الكمومي هو أمر حقيقي بالفعل، وظاهرة غريبة تحدث عندما يرتبط جسيمان أو أكثر، ويؤثران على بعضهما البعض، بغض النظر عن مدى انفصالهما ماديًا.