روبوتات ذكية لذوي الإعاقة

تعمل بعض الشركات على تصنيع بزات روبوتية لتمكين ذوي الإعاقة من استعادة القدرة على الحركة والمشي والسيطرة على أجسامهم، خصوصاً أولئك الذين يعانون من الشلل وإصابات في النخاع الشوكي، حيث توجد بالفعل العديد من الأجهزة المخصصة لهذا الغرض في المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل، إلا أن الأشخاص الذين يستعملون هذه الأجهزة عادة ما يحتاجون إلى مساعدة، كما أن حركاتهم تكون بطيئة وفي اتجاه واحد.

وفي هذا الصدد، يعمل باحثون من المعهد الاتحادي للتكنولوجيا، في مدينة لوزان السويسرية، على تطوير بدلة روبوتية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتمكين الأشخاص المصابين بـ”السكتة الدماغية” ومشاكل في العمود الفقري من استعادة الحركة والمشي من دون الحاجة إلى الاعتماد على مساعد.

وأشار الفريق الباحث إلى أن النظام الجديد يعمل على محاكاة الحركة اليومية التي يقوم بها الأشخاص العاديون، ويتيح لذوي الاحتياجات الخاصة الحركة في اتجاهات مختلفة، والقدرة على تغيير مسار الحركة، عكس البِدل الروبوتية المُستخدمة حالياً في مراكز التأهيل.

ويتم التحكم في البدلة عبر شبكة عصبية اصطناعية تقوم بتخصيص سرعة واتجاهات الحركة حسب المشكلة التي يعاني منها كل مريض على حدة، حيث تعمل الشبكة العصبية على التعلم وتحديد نمط الحركة المناسبة لكل شخص من خلال محاكاة عمل الدماغ.

واستعان الباحثون بـ26 متطوعاً لإجراء الاختبارات الأولية، حيث تم تزويد النظام بأكثر من 120 حركة لأشخاص مصابين بـ”السكة الدماغية” ومشاكل على مستوى النخاع الشوكي، واستطاع هؤلاء الأشخاص استعادة القدرة على الوقوف والمشي من دون الحاجة إلى مساعد خاص.

وقام المتطوعون بإجراء أربع مهام رئيسية تتمثل في: الوقوف، والمشي على مسار مستقيم، والمشي على طريق متموج، وصعود السلم. ونجح بعض الأشخاص المصابين بـ”السكة الدماغية” في الوقوف والمشي بدون صعوبات، بعد استخدامهم البدلة الروبوتية وقطعهم مسافة 20 متراً.

ويطمح الفريق الباحث إلى تصنيع بدلة روبوتية تجعل حركة المشي أقرب إلى الحركة الطبيعية، وتسمح للمستخدمين بالتحرك بمرونة وبسرعة أكبر، في اتجاهات متعددة، مع القدرة على الدوران وصعود السلالم.

ولا تنحصر فوائد البزات في مساعدة المريض على الوقوف والمشي، بل تتعداها إلى بعض الأمور الأخرى، مثل تمكينه من الحركة بسرعة أكبر، وتحسين استهلاك الأكسجين، وتنظيم التنفس ومعدل ضربات القلب.