كاميرات الهاتف الجوال
إعداد : عبد الرحمن سناح
كاميرا الهاتف الرقمية هي جزء من نظام معقد وتكنولوجيا التمكين فمنذ العام 1960 صدرت العديد من براءات الاختراعات بمجال البصريات حتى 1990 وهو العام الذي طرح فيه نموذج الأول للكاميرات الرقمية وبعد هذا التاريخ بثلاث سنوات تقريباً طرح أول هاتف محمول بكاميرا مدمجة مع قدرة محدودة على التكبير والتصغير للصورة ،سنتعرف عن قرب لهذه التقنية البصرية .
الكاميرا المدمجة
كان للنموذج الذي قدمه الدكتور Eric Fossum وفريق عمله عام 1990 من الكاميرا المدمجة على رقاقة الكترونية (الكاميرات الرقمية ) أثر كبير في تطور كاميرات الفيديو في الهواتف المحمولة وخاصة مع تنشيط مستشعر الضوء CMOS والذي يتمكن من زيادة أو نقص نسب البكسل في الصورة وتحققت الخطوة الأولي عام 1995 من شهر مارس في اليابان في إطلاق أول الهواتف المحمولة المزودة بكاميرا ومزودة بمستشعر بسيط لايتعدى قدرته 10% عما هي عليه الهواتف المحمولة في وقتنا الحالي. كما اعتبرت قبل هذا التاريخ أول كاميرا لاسلكية هاتفية عرفت باسم ‘Intellect’ في العام 1993من قبل المخترع Daniel A. Henderson وقد ظهرت الصورة ثابتة وغير حية وقد صمم الجهاز لاستقبال ملفات الفيديو حيث زود الجهاز برقاقة ناقلة non-live video-clip وكان يمكن معالجتها على الهواتف الخلوية ولكن لم يتم التفكير في ذلك إلا في عام 1995 حيث تم الدمج الكامل بين الكاميرا الرقمية والهاتف المحمول والنماذج الأولية للجهاز قدمها المخترع كتبرع لمتحف Smithsonian الوطني عام 2007.
وفي عام 1995 كان الظهور الأول للمساعد الرقمي الشخصي من Apple والذي يدعي Videophone/PDA وسارعت شركات عالمية أخري وفي وقت مبكر خلال مايو 1997 ومنها Kodak و Olympus في إطلاق كاميرات رقمية محدودة في الهواتف الخلوية للمصمم Shosaku Kawashima من شركة كانون اليابانية 1990 وفي يونيو 1997 قدم Philippe Kahn القدرة على نقل الصورة من كاميرا رقمية في هاتف محمول إلى مستعرض الصور في هاتف محمول أخر وفي نفس العام عملتSharp وKyocera على مشروعين لإطلاق الفيديو عبر الهاتف المحمول ومشاركة الفيديو عبر البريد الالكتروني (الايميل ) Sha-mail وبالتعاون مع American technologist, Kahn.
وكانت البداية الفعلية للهواتف المحمولة المزودة بكاميرا على مستوي العالم هو 2001 تجاريا من خلال الهاتف الياباني J-SH04 من شركة Sharp مزود بمستشعر CCD ، وفي 2002 ظهرت الهواتف التي تتمكن من نقل الصورة عبر الشبكة اللاسلكية وذلك من خلال هواتف PictureMail من شركة LightSurf .
ومن العوامل التي ساعدت على توسع الهواتف المحمولة المزودة بكاميرا هو تطور نمط المستشعر من CCD إلىCMOS وهو الذي ساهم بشكل كبير في إنتاج الهواتف المحمولة بالجملة وساهم في ذلك تطوير البنية التحتية للاتصالات الخلوية من خلال توسيع وتوصيل الكابلات والوسائط القابلة لنقل الصورة وواكب بحوث تعمل على إطالة عمر البطارية المحمولة للهواتف النقالة لتتمكن من تغذية الهواتف المحمولة المزودة بكاميرا والتي تستخدم صيغة ملفات JPEG في بنية الاتصالات اللاسلكية وسمي جيل الهواتف المحمولة من هذا الجيل في اليابان J-Phone وكذلك الاسم الشعبي الياباني DoCoMo .
ومن الشركات التي انطلقت مبكراً في مجال الاتصالات اللاسلكية Sprint وأما عن طريق الاتصالات المحمولة عبر الأقمار الصناعية فقد بدأت شركة الثريا في عام 2006 بأول هاتف محمول عبر الأقمار الصناعية مزود بكاميرا مدمجة من طراز SG-2520 ويعمل بنظام التشغيل Windows CE وبحسب إحصاء دولي فأن نصف سكان العالم عام 2006 يمتلكون هواتف محمولة مزودة بكاميرا ومنذ 2003 نمت تجارة الهواتف المحمولة وقد باعت نوكيا أكثر من المليون ونصف المليون هاتف محمول مزود بكاميرا خلال 2008 فقط وهو رقم أكبر من مبيعات شركة كوداك للكاميرات الرقمية وكونيكا مينولتا وزادت المبيعات إلى 1.9 مليار دولار أمريكي .
الرسائل المصورة MMS مفتاح الوسائط الاعلامية
منذ عام 2003 والهواتف المزودة بكاميرات تكتسب شعبية في العالم وخاصة لمن لديهم القدرات الشرائية الواسعة وكان حافز للشركات لدمج الوسائط الإعلامية على الهواتف المحمولة وخلق وسائل لاتصال الهاتفي بالكمبيوتر وظهرت لذلك حلول VGA للكاميرات الخارجية من حيث نوعية التركيب وأول ظهور تلك الحلول على هاتف Nokia 6810 وهواتف نوكيا من سلسلة 40(Nokia Series 40) و هواتف Siemens SL55 لكن هذه الهواتف حاليا ليست متوافقة مع الهواتف الأكثر حداثة رغم شهرتها في ذلك الوقت وكان الظهور الفعلي لرسائل MMS في العامين 2003و 2004 .
مزايا اجتماعية
هناك مزايا اجتماعية يحققها الهاتف المحمول المزود بكاميرا في اكتناز الفرص الذهبية في المناسبات العائلية وتحقيق التواصل في وقت واحد من خلال الرسائل النصية ورسائل MMS وهي اختصار لخدمة رسائل الوسائط الإعلامية Multimedia Messaging Services وفي الآونة الأخيرة أضيفت خدمات مثيرة تزيد من التواصل الاجتماعي ومنها الاتصال بالانترنت العادي واللاسلكي كما ساهم الهاتف المحمول المزود بكاميرا في العديد من الأعمال التجارية ومجال مكافحة الجريمة ففي 17 يناير 2007 أعلن عمدة مدينة نيويورك عن خطة لتشجيع الناس على استخدام هواتف محمولة مزودة بكاميرا لالتقاط الجرائم أو الحالات الخطرة لعمل أدلة قانونية ومساعدة رجال الشرطة كون التصوير الفردي والغير مرخص لايستدل فيه للتقاضي ومع ذلك فكاميرات الفيديو كونها صغيرة ويمكن إخفائها تساعد على توثيق اللحظة .
كاميرات الجوال واختراق الخصوصية
ومع ذلك هناك أماكن عديدة حظرت أو قيدت فيها استخدام كاميرات الهواتف النقالة والكاميرات الأخرى بسبب الخصوصية ، والأمن ، وقضايا ذات علاقة اجتماعية ومن تلك الأماكن المواقع العسكرية والمتاحف والمحاكم والمسارح ولانستغرب كثيراً أن قلنا أن اليابان وكوريا الجنوبية أصدرت قانون يمنع التصوير بدون صوت فيجب على المواطن أن يستخدم صوت كاميرا أثناء التقاط الصورة خارج منزلةup-skirt photos وظهر مؤخرا حوادث غير جيدة ارتبطت بالهواتف المزودة بكاميرا ومنها قضايا التجسس الصناعي ومايطلق عليها paparazzi من أنشطة المصورين على المصانع ونقلها إلى مصانع أخري بهدف المنافسة على الجودة والكمية ومكائن التصنيع وخاصة في مصانع السيارات والمعدات الثقيلة ذات التكلفة الباهظة وكذلك صناعة الهواتف المحمولة بأنواعها المختلفة .