ابرز التوقعات في تقنيات الهواتف الذكية لعام 2019 ؟
حفلت سنة 2018 بالعديد من الابتكارات في عالم الهواتف الذكية، بدأت بذلك الشق (notch) الذي ابتكرته آبل في أعلى الشاشة ليتحول إلى توجه جديد تبنته غالبية الشركات الأخرى، فضلا عن زيادة سعة ذاكرة الوصول العشوائي (رام) بشكل كبير، وتطور استخدامات الذكاء الاصطناعي في الهواتف. ويبدو أن هذه الشركات لن تخفف من وتيرة الابتكارات لاستقطاب المزيد من المشترين بعدما بدأت بوادر تشبع السوق بالظهور.
وبحسب موقع الجزيرة نت نقلا عن مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، تحدث الكاتب والصحفي المتخصص في تغطية أخبار المنتجات التقنية الاستهلاكية، سامويل غيبس، عن موضوع التقنيات التي ينتظر أن تزدهر خلال سنة 2019 في عالم الهواتف الذكية، مبينا أنها تتجاوز الشاشات القابلة للطي وزيادة سعة البطاريات.
من المتوقع أن تشهد السنة الجديدة رواج تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية (5جي) في الهواتف الذكية، وقارئ بصمة الإصبع المدمج تحت الشاشة. ويمكن القول إن المصنعين سيستفيدون من تكنولوجيات 2018 لتطوير منتجاتهم وإصدار تغييرات ثورية على مستوى التصميم والإمكانيات.
الكاميرات المدمجة في الشاشة
توافق كل الشركات المصنعة للهواتف -باستثناء آبل- على أن الشق في أعلى الشاشة حاليا ضرورة مكروهة حيث كان يتوجب نقل الكاميرا إلى مكان ما، لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك الشق شريطا مستطيلا كبيرا مثلما هو في هواتف آيفون إكس، ولذلك فإن عام 2019 سيشهد ظهور شاشات بثقب دائري صغير بدل ذلك الشق، وهذا الثقب ستوجد خلفه كاميرا السلفي الأمامية.
وقد أعلنت بالفعل شركة هواوي عن هاتفين جديدين يتضمنان ثقوبا في الشاشة، كم فعلت سامسونغ في هاتفها غلاكسي أي8أس. ومع توقع ظهور المزيد من الأجهزة فإن من الممكن أن تكون 2019 سنة الهواتف ذات الثقب بالشاشة.
قارئ بصمة الإصبع المدمج في الشاشة
أصبحت التقنيات المقتصرة على الأنظمة الحيوية (البيومترية) بشكل حصري واقعا ملموسا في عالم الهواتف الذكية، حيث أصبح قارئ البصمة المدمج في شاشة الهاتف أمرا شائعا نهاية سنة 2018 بالتزامن مع إصدار هواتف مثل “وان بلس 6تي” و”هواوي ميت 20 برو”، التي تستخدم هذه التقنية الجديدة.
وستشهد سنة 2019 تطوير أجهزة الاستشعار البصرية الحالية عن طريق دمجها مع أجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية المحسنة في مجموعة موسعة من الهواتف.
تماثل بين الهواتف الذكية
لجوء الشركات إلى الهواتف التي تتضمن ثقبا في الشاشة للكاميرا الأمامية سيضيق مجال الابتكار والتفرد بين المصنعين ويجعل الهواتف متشابهة بالتصميم.
حيال هذا الشأن، صرح رئيس الأبحاث في شركة سي سي أس إنسايت، بن وود، أن “الشاشة المستطيلة التي تعمل باللمس أصبحت بمثابة التصميم السائد للهواتف الذكية، ولا توجد إشارة على حدوث تغيير ما في وقت قريب”. وتشير مثل هذه التصريحات إلى أن امتلاك هاتف ذكي ذي تصميم مختلف ومتفرد خلال سنة 2019 أمر غير وارد.
اهتمام غير مسبوق بالكاميرات
عقب إطاحتها بالكاميرات الرقمية المدمجة، يبدو أن الهواتف الذكية تسعى للإطاحة بالكاميرات الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة المتطورة والمكلفة. وكانت الهواتف الذكية تتضمن عدستي تصوير في البداية، ثم رفعت هذا العدد إلى ثلاث وأربع عدسات بهدف تمكين المستخدم من تقريب الصورة إلى ما يصل إلى 10 مرات البعد الحقيقي والحصول على صورة ذات جودة عالية.
في الأثناء، تعمل كاميرات بعض الهواتف على تكريس أنماط تصوير مختلفة تمكن المستخدمين من التمتع بصور رائعة مع إضافة تأثير بوكيه الذي يقوم بإضفاء تأثير ضبابي على الخلفية.
ونقل كاتب المقال تصريح بن وود حول هذا التطور الملفت للنظر، الذي أفاد بأن “الكاميرات هي ساحة معركة كبرى عندما يتعلق الأمر بالميزة التنافسية”. وتدفعنا مثل هذه التصريحات إلى توقع زيادة استخدام التصوير الفوتوغرافي الحاسوبي الذي يقوم على الجمع بين عدة صور من الكاميرات الفردية أو المتعددة لإنشاء صورة بواسطة الخوارزميات وتحسين الصور الملتقطة خاصة في بيئات التصوير ذات الضوء المنخفض
هواتف باهظة للغاية وشبكة الجيل الخامس
ومن المنتظر أن تشهد سنة 2019 ظهور الهواتف التي تعتمد شبكات اتصال الجيل الخامس التي تمكن المستخدمين من نقل البيانات بشكل أسرع وتجعل أسعار هذه الهواتف مرتفعة أكثر من أي وقت مضى. ولا يمكن القول إن تقنية الجيل الخامس وحدها القادرة على تحقيق هذا الارتفاع، بل ستستمر تكلفة الهواتف الرائدة وعالية الجودة في السوق التي تهيمن عليها هواتف آبل آيفون وسامسونغ غلاكسي أس في الارتفاع أيضا.
وبين غيبس أنه ليس من المستغرب أن نصادف هواتف ذكية يزيد ثمنها عن 2500 أو 3500 دولار، حيث إن ظهور شبكات الجيل الخامس واستخدام مواد عالية الجودة في تصنيع الهواتف الذكية وبروز الشاشات القابلة للطي، كلها عوامل ستسهم في تحقيق هذا الارتفاع في الأسعار.
وأورد الكاتب أن شركة آبل سمحت بالزيادة الجنونية في أسعار الهواتف الذكية، ومن المتوقع استمرار المصنعين في رفع سقف الأسعار، خاصة في ظل تمسك المستخدمين بهواتفهم لسنوات طوال.
الصراع التجاري الصيني على الهواتف المتوسطة التكلفة
أشار كاتب المقال إلى أن هناك أملا للأشخاص الذين لا يستطيعون دفع مبلغ يزيد عن ألف دولار أميركي لشراء هاتف ذكي، حيث إن الصينيين يقدمون هواتف عالية الجودة من شأنها توسعة سوق الهواتف الذكية التي تقدم أداء فائقا وتزيد من حدة التنافس داخله.
وأثبتت شركة ون بلس أن سوق الهواتف الذكية والمتطورة التي تبلغ تكلفتها أقل من 600 دولار تعيش فترة من الازدهار في المملكة المتحدة، كما انضم إليها منافسوها الصينيون مثل شياومي التي حددت سعرا جيدا للهواتف الذكية. وعلاوة على ذلك، ارتفعت مبيعات علامة “هونور” التجارية التابعة لشركة هواوي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
الهواتف القديمة ستظل تستعمل لفترة أطول
من الواضح أن القفزة الكبيرة فيما يتعلق بأداء وقدرات الهواتف الذكية قد ولت، فلم يعد هناك اختلاف كبير بين الهواتف، وقد جعل هذا الأمر الأشخاص يفضلون الاحتفاظ بهواتفهم الحالية لفترة طويلة وعدم استبدالها.
في هذا السياق، نقل الكاتب عن بن وود، أن “استطلاعا حديثا أجرته شركة “سي سي إي إنسايت” على عدد من المستهلكين في المملكة المتحدة، كشف أن 36% من الأشخاص سيحتفظون بهواتفهم الذكية لفترة أطول مقارنة بالجهاز الذي كان لديهم في السابق”.
فكلما كان الهاتف أكثر تكلفة، سيحاول المستخدم المحافظة عليه، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار، حيث يصارع المنتجون للحفاظ على الأرباح.
الهواتف الذكية
القابلة للطي
في هذا العام ستصبح
الهواتف الذكية القابلة للطي حقيقة، علما بأنه قد أميط اللثام بالفعل عن أحدها في
2018. ومع الجهود التي تبذلها شركة سامسونغ، فإنه من المقرر إطلاق هذه الهواتف في
وقت ما سنة 2019، وفي حال صدورها فإنه من المرجح أن تظل الهواتف القابلة للطي في الصدارة
سنوات عدة.
وصرح وود، انطلاقا من توقعاته، أنه “رغم أن الأشخاص ينجذبون إلى الأجهزة الذكية، فإن التكلفة الباهظة للهاتف القابل للطي ستكون سببا في إنتاج كميات محدودة من هذه الهواتف. ومن المحتمل أن تتسم هذه الهواتف بمشكلة أساسية ألا وهي عدم القدرة على قراءة ما هو مكتوب على الشاشة في ضوء الشمس، فضلا عن التصميم الضخم للشاشة”.
ومع ذلك، حتى وإن كان لديك بالفعل هاتف ذكي مميز، من المرجح أنك سترغب في شراء هاتف مثل هذا مع استمرار السعي الذي لا ينتهي للحصول على هاتف ذي شاشة أكبر.
المصدر : غارديان