النفايات الإلكترونية.. القاتل الخفي
إعادة تدوير أجهزتك الإلكترونية القديمة (Recycle your old tech gear)
أعداد:حنان الجمال
” لا يجب أن نعامل جميع المهملات على مستوي واحد من التصرف فنرمي المهملات الالكترونية في القمامة العادية ، ذلك لما تحتويه تلك الأجهزة القديمة من مكونات كيمائية ومخلفات تضر بالبيئة .. لذا نجد في الدول المتقدمة مراكز مخصصة لاستبدال ورمي الأجهزة الالكترونية القديمة ..في هذه المقالة سنحاول تقدم المعلومات الكافية لإعادة التدوير لتلك الأجهزة والأدوات التقنية ”
الخزائن المنزلية وأماكن وضع المهملات
مشغل MP3 وخراطيش الحبر وكابلات إيثرنت والشاشات القديمة وغيرها جميعها مهملات تكتظ بها المخازن المنزلية والشركات ففي الولايات المتحدة تبلغ الزيادة في معدل أعادة التدوير 27% وخاصة مع قدوم فصل الربيع ويوم الأرض العالمي..وترتبط نصف جميع النفايات الالكترونية بالالكترونيات الاستهلاكية (consumer electronics).
لماذا إعادة تدوير كل شيء ؟
من السهل رمي الأجهزة الالكترونية في سلة المهملات ومع ذلك فان أجهزة الكمبيوتر القديمة والأجهزة الطرفية المتصلة بها تحتوي على الكثير من المعادن الثقيلة والرصاص والكادميوم والزئبق و هي مكونات سيئة لصحة الناس عندما تلاقي التربة والمياه بالإضافة إلى أن تكاليف إعادة التدوير أقل من التصنيع الجديد وتوفر تكاليف الطاقة لإنتاج الإلكترونيات في المستقبل والتي تهم الشركات التجارية نظر للفوائد المالية لإعادة تدوير الإلكترونيات، فوفقاً لمعهد الاعتماد على الذات (Institute for Local Self-Reliance) فأن أعادة التدوير لأجهزة الكمبيوتر فقط يوفر حوالي 296 وظيفة في كل عشرة ألف طن من المواد المطلوب التخلص منها خلال عام ويقدر تحالف TakeBack للالكترونيات أن الولايات المتحدة الأمريكية تولد ما يقرب 1.7 مليون طن من النفايات الالكترونية سنويا وان 25 ولاية أمريكية لا تمتلك التشريعات المتعلقة بتصريف النفايات الالكترونية القديمة.. ولكن المشكلة هنا تتعدي الولايات المتحدة الأمريكية فكوكبنا الأرضي مهدد بالنفايات الصناعية الضارة و لا يمكن أن نستمر هكذا دون أعادة التدوير للأشياء القديمة.
قبل التخلص من أجهزتك الإلكترونية
الخطوة الأولي في رحلة أعادة التدوير يجب أن تتأكد أن بياناتك الشخصية قد نقلت من الجهاز القديم، وكحد أدنى تأكد من تنفيذ ما يلي:
إلغاء مصادقة جهاز الكمبيوتر الخاص بك
لا ننسى أشياء صغيرة مثل الغاء المصادقة ” deauthorizing ” في التطبيقات التي تكون على أجهزة الكمبيوتر مثل تشغل iTunes لإدارة الموسيقي الرقمية والفيديو لذا تأكد من إلغاء مصادقة جهاز الكمبيوتر الخاص بك في iTunes قبل أعادة التدوير.فشركة ابل لا تقبل ترخيص جديد ومازال القديم يعمل كذلك الحال لبعض الشركات التقنية الأخرى.
محو بيانات الهاتف الذكي
وإذا كان الجهاز المراد أعادة تدويره مثل الهاتف الذكي فيجب محو البيانات وإعادة ضبط المصنع، وتأكد من لديك بيانات احتياطية في مكان أخر.
محو بيانات الحاسب
وبالنسبة للكمبيوتر أو القرص الصلب فيتم حذف الملفات ومسح البيانات من النظام من خلال أعادة التهيئة للمساحة المتوفرة على القرص الصلب باستخدام أدوات recovery..و يمكن لمستخدمي ويندوز استخدام البرنامج المجاني Eraser 6.0.10 المخصص لمحو القرص
ويحتاج المستخدم لبرنامج محو القرص الصلب ” disk-wiping program” الذي يتمكن خلال ساعات من محو البيانات الهامة من على القرص الصلب وإرسال كل أنواع البيانات والتعتيم على البيانات الأصلية والأشياء غير الشخصية بشكل فعال وهذا يستغرق بعض الوقت.
محو بيانات نظام Mac
المستخدمين لنظام Mac يمكنهم البحث عن برنامج محو القرص المدمج بالقرص ويمكنهم الاستعانة ببرنامج غير مجاني يدعي Mireth بحوالي 25 دولار يستخدم تكنولوجيا ShredIt X وفي المقابل.
مسح بيانات الكاميرا الرقمية وبطاقة الذاكرة
أما أذا كانت إعادة تدوير كاميرا رقمية وبطاقة الذاكرة المصاحبة لها، ستحتاج إلى مسح بيانات البطاقة أيضا و أفضل طريقة للقيام بذلك هو تثبيت بطاقة الذاكرة مرة أخرى في الكاميرا و القيام بإعادة التهيئة “format card” لمسح بطاقة الذاكرة وجعلها نظيفة من جميع البيانات.
أعادة تهيئة الفلاشات USB وأجهزة التخزين الصغيرة
ويتم أعادة تهيئة الفلاشات USB وأجهزة التخزين الصغيرة .وبالنسبة للطابعات القديمة والماسحات الضوئية والفاكسات تحتاج لربطها بالكمبيوتر وإعادة تهيئتها وبعض الأجهزة تعمل على ذاكرة الوصول العشوائي “رام ” في جهاز الكمبيوتر لذا يتم قطع الأجهزة الطرفية وإعادتها لضبط المصنع ،لذا فالخطوة الأولي تستلزم علينا مسح أي بيانات بدقة مثل أرقام الهواتف والفاكسات وغيرها.
فإذا كنت تميل إلى تخطي هذه الخطوة، فيجب النظر في هذا: في عام 2003 اشترى طلاب الدراسات العليا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا 158من محركات الأقراص الصلبة المستخدمة، منها حوالي 60 في المائة تم تهيئتها و 45٪ لاتوجد عليها ملفات على الإطلاق ولكنهم تمكنوا من سحب أكثر من 5000 من أرقام بطاقات الائتمان والسجلات الطبية والسجلات المالية لأشخاص وشركات من هذه محركات هذه الأقراص..ليتم محوها بعد ذلك نهائيا بواسطة برامج محو الأقراص الصلبة.
ثلاث خيارات لإعادة التدوير
بشكل عام لدينا ثلاث خيارات:
الخيار الأول: ان تقدمه لشخص يحتاجه وهذا الخيار سيوفر الجهد والوقت والمال ويستخدم في حالات الأجهزة القابلة للعمل وليس بطاقات التامين والكروت وبطاقات الدفع المسبوق
الخيار الثاني: المتمثل بالشحن بعيدا ويشمل هذا الخيار الأجهزة القادرة على العمل ولكنها ذات تقادم فني مثل أجهزة الكمبيوتر المستخدمة (والتي تغرق بها الأسواق اليمنية)
الخيار الثالث : التبرع لمنظمات أعادة التدوير أو المنظمات الإنسانية .
برامج شركات التكنولوجية لإعادة التدوير
وفي بعض الدول المتقدمة يتم فتح سلسلة من متاجر البيع بالتجزئة تعتمد على خيارات إعادة التدوير في كل شيء مثل البطاريات وخراطيش حبر الهواتف النقالة..الخ..فيمكن مثلا إحضار جهاز iPod قديم لمتجر تجزئة تابع لشركة Apple والحصول على جهاز جديد بعد معاينته لتحديد ثمنه.
وفي هذا الاتجاه وضعت شركة Dell برنامجا لإعادة التدوير الطابعات بالتزامن مع سلسلة التوريد لمكاتب التجزئة Staples حيث يمكن تنزيل خراطيش الحبر والحبر المستعملة التي تحمل علامة ديل في مواقع المشاركة والبرنامج مجاني فأن Staples يأخذ أي نوع من الحبر والخراطيش الفارغة من خلال أعادة تدوير خاصة وتحصل على مكافئة 2 دولار لكل خرطوشة يعاد تدويرها.
وتتعامل شركة hp مع مكاتب Staples لإنزال الحواسب القديمة وخراطيش الطابعات.
شركة Acer تعمل مع برنامج شراء أفضل منتج معاد تدويره في متجرها ويمكن تصفح موقع الشركة لمعرفة شروط المشاركة في البرنامج.. ومن الشركات العالمية التي قدمت مراكز أعادة تدوير في أمريكا وبعض دول العالم شركات مثل Sony وToshiba وLG وتظل مشكلة الكابلات النحاسية التي لم تقدم لها معالجات أو برامج تستوعبها في صناعات أخرى.
رسوم التخلص من الأجهزة التالفة
في الولايات المتحدة نجد أن هناك رسوم للتخلص من شاشات الكمبيوتر المكتبية والمحمولة والتلفزيونات تصل في بعض الأحيان لنحو 35 دولار وتطبيق على الأجهزة التي يزيد عمرها عن 11 سنة وتغطي الرسوم حمولة السيارة التي تنقل الأجهزة.
نوع أخر من أنواع أعادة التدوير والتي تتم في الولايات المتحدة وتندرج في إطار دعم التبرعات والأعمال الإنسانية حيث تجمع أنواع متعددة من الأجهزة الالكترونية التي تتواجد في المنازل ويتم التوعية بجمع الأجهزة التالفة أو المستعملة والتي مازالت تعمل في المدارس والمنتديات حيث يقوم فريق بتجميع تلك الأجهزة مقابل 25 دولار كرسوم.
النفايات الإلكترونية.. قاتل خفي يتربص بالعالم العربي
يعتقد ان الغالبية العظمى من الشعوب العربية تجهل تمام مخاطر النفايات التكنولوجية والالكترونية ..وهناك قلة فقط من الأشخاص في العالم العربي يعرفون مصطلح “النفايات الإلكترونية” والبعض منهم يعتقد أنه ربما ينتمي إلى فصيلة الفيروسات الإلكترونية أو الملفات غير المرغوبة، اعتمادا على أن كل جهاز كمبيوتر يحوي إيقونة تحمل اسم “سلة المهملات” وظيفتها التخلص من الملفات التي لا يرغب بها المستخدم.
لكن الأمر يبدو أعقد من ذلك بكثير، وربما تكفي نظرة صغيرة على أسواق “الخردة الإلكترونية” في عدد من المدن العربية لنكتشف حجم التلوث البصري والبيئي الذي تُحدثه هذه النفايات التي تكاثرت في السنوات الأخيرة تزامنا مع الثورة المعلوماتية وطفرة الاستهلاك الكبير للأجهزة الإلكترونية في العالم العربية.
ويوضح احد خبراء البيئة ينتمي هذا النوع من التلوث البيئي إلى صنف ‘الخطر المخفي’، ففي الوقت الذي يمكن فيه التعرف إلى أنواع التلوث الناتج عن مخلفات المصانع كالمواد الصلبة أو السائلة أو الغازية المنبعثة من المصانع من خلال الرؤية أو الرائحة، فإن الأشد خطورة تلك النفايات التي لا يمكن تحديد خطرها وعلى رأسها النفايات الإلكترونية”.
اليمن وسياسة التعامل مع النفايات الالكترونية
نظرا للظروف الاقتصادية التي تعيشها بلادنا فأن اليمن من الدول التي يصدر إليها تلك الأجهزة والسيارات وتتخلص الأسرة اليمنية من الأجهزة الالكترونية مثل التلفزيونات والحواسب عن طريق بيعها أو إهمالها في ورش التصليح وتقوم ورش التصليح باستخراج قطع الغيار ورميها بعد الاستنفاع منها وإما السيارات فأما تباع أو تهمل في الشارع بعد أخذ القطع النافعة منها وتظل قطعة حديد تباع أيضا للذين يقوم بشراء الحديد والمواد البلاستيكية لإعادة تصنيعها.
ناهيك أن كثير من الناس يقومون ببيع هواتفهم القديمة لذوي الدخل المحدود وشراء هواتف حديثة..لكن تظل المحطة النهائية للأجهزة والالكترونيات القديمة مجهولة فلاتوجد سياسات أو برامج حكومية للتعامل مع النفايات الالكترونية والحواسيب القديمة والتالفة والتوعية بكيفية التخلص منها أو دفنها او إعادة تدويرها والاستفادة منها ؟؟
وفي إطار الحد من خطورة النفايات الإلكترونية طلبت الحكومة اليمنية من مصلحة الجمارك عدم دخول أي جهاز قديم من المنافذ الجمركية، لكنه لم يتم التغلب على المشكلة، حيث لا تزال تدخل مثل هذه الأجهزة إلى اليمن.