تكنولوجيا النانو في مجال التعليم
تكنولوجيا النانو هي إحدى التقنيات البالغة الحداثة والآخذة في التطور والنمو بصورة ملحوظة، وتهتم هذه التقنية الجديدة بصفة عامة بتصغير الأشياء، فهي قائمة على فرضية إمكانية الاستفادة من قدرات وخصائص الأشياء مع إكسابها مزية أخرى جديدة على ما لديها من مميزات وهي صغر الحجم.
وبقولنا (الأشياء) فلا نقصد تعميم الأمور أو تركها غير محددة ولكن لأن تكنولوجيا النانو يمكنها بالفعل تصغير أي شيء – على الأقل الأشياء الصناعية – يمكن تخيله، وفكرة تكنولوجيا النانو بصفة عامة قائمة على اللعب بالجزيئات المكونة للمادة والتأثير عليها فيزيائيًا بحيث تصبح أصغر في حجمها لتنتج وظائف ومميزات أخري جديدة كليًا!
إلى أي مدى انتشرت في حياتنا؟
وللتدليل على هذه التكنولوجيا الرهيبة المعروفة بـ تكنولوجيا النانو يكفي أن نلقي نظرة عابرة على ما يحيط بنا من أدوات أو أجهزة إلكترونية، إذ أن أوسع المجالات التي تستخدم فيها تكنولوجيا النانو هي مجال الإلكترونيات.
فبتكنولوجيا النانو تُصنع أجهزة الحاسب وأجهزة المحمول ووسائط التخزين المتعددة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، وهي الأجهزة التي تطور كل يوم عن سابقه في قوة أدائها وفاعليتها وتقل في حجمها وأبعادها والحيز المكاني الذي تشغله.
لقد تسابق العلماء على إنتاج
العديد من الأشياء والتي توجد بصفة أساسية في حياتنا اليومية في صور متناهية
الصغر، إذ سبق وأن توصل العلماء إلى تصنيع وإنتاج سيارات بـ تكنولوجيا النانو
متناهية الصغر لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة لها نفس خصائص وشكل السيارات
المستخدمة في حياتنا اليومية، كما تمكن عالم الفيزياء المصري العظيم – رحمه الله –
أحمد زويل على رأس مجموعة من العلماء في ابتكار أول أداة موسيقية بـ تكنولوجيا
النانو وهي أداة البيانو، يمكن اللعب عليه بل وسماع صوته بوسائل معينة مصنعة بنفس
تكنولوجيا النانو!
هل يمكن الاستفادة منه في مجال
التعليم؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن
نذكر أن هذا المجال – فضلاً عن مجال التعليم – هو مجال خصب يسمح بالكثير من
الإبداع والتطوير، وهو الاتجاه السائد هذه الأيام.
ويسعى العلماء إلى الاستفادة من هذه التقنية الوليدة في العديد من المجالات مثل مجال الصحة، وذلك من خلال ابتكار المعدات الطبية متناهية الصغر يكون بإمكانها سبر أغوار المريض وخلاياه ومعالجتها بصورة أكثر فاعلية، وبمزيد من التخيل والإبداع لنا أن نتخيل إمكانية الاستفادة من تكنولوجيا النانو في مجال التعليم، إذ أن مجال التعليم يعد من المجالات التي تقع ضمن أولويات الدول المتقدمة، والتي بدورها تخصص الملايين والمليارات من ميزانياتها وتجند خيرة علمائها لتطويره وللنهوض به ولتحقيق أفضل إفادة منه على مستوي الفرد والمجتمع.
استخدامه في التعليم
تكنولوجيا النانو
لذا وبمزيد من الإبداع والتخيل يمكن ابتكار الأدوات والوسائل المستخدمة في مجال التعليم والعملية التعليمية باستخدام تقنية النانو.
على سبيل المثال يمكن ابتكار النماذج المختلفة التي يستخدمها المدرسون في تعليم الطلاب في فصول المواد الدراسية المختلفة، ولاسيما المواد العملية مثل الأحياء والكيمياء والفيزياء، والتي قد يكون في كثير من الأحيان من الصعوبة بمكان إحضارها إلى المعامل المدرسية البسيطة صغيرة الحجم، مما يجعلها أسيرة الكتب أو شاشات أجهزة الحاسب.
هذه النماذج الدراسية كبيرة وضخمة الحجم يمكن صناعتها بصورة مصغرة باستخدام تكنولوجيا النانو، ليتمكن الطالب من رؤيتها عيانًا والتعامل والتفاعل معها بصورة مباشرة، وليس من خلال الكتاب أو وسيط العرض الإلكتروني، مما يكون له عظيم الأثر في وصول المعلومة كاملة للطالب المتعلم، وتعزيز العملية التعليمية ككل، وبالتالي لا يستبعد الاستفادة من هذه التكنولوجيا الرائعة في مجال التعليم.