الأكوان المتعددة … التضخم الكوني وموجات الجاذبية
” دليل يردده علماء الفيزياء عن أن التضخم الكوني (cosmic inflation ) يجعل كوننا واحدا من أكوان متعددة ، وخلال فترة من التوسع السريع الذي حدث في جزء من الثانية بعد الانفجار الكبير(Big Bang) وهناك أدلة أخرى تشير أن كوننا جزء من عدد هائل من الأكوان نتطرق لتلك الفرضيات العلمية “
أدلة جديدة ومباشرة عن تعدد الأكوان
أعلن العلماء مؤخرا عن أول أدلة مباشرة على موجات الجاذبية البدائية والتي تعرف بتموجات الزمكان (space-time) والتي أنشئت تلك التموجات منذ بدأ الكون. وإذا تأكدت هذه النتائج فإنها تقدم دليلا لفرضية دخان البندقية (smoking-gun evidence) التي تجعل الزمكان يتوسع في العديد من المرات بسرعة الضوء فقط بعد الانفجار الكبير منذ 13.8 مليون سنة مضت. الشكل التوضيحي التالي :
في الجزء السفلي من الشكل التوضيحي يبين حجم الكون مقابل الوقت وتظهر أحداث معينة مثل تشكيل الهيدروجين المحايد خلال 380 ألف سنة بعد الانفجار الكبير، قبل هذا الوقت حدث تفاعل ثابت بين المادة (الإلكترونات) والضوء (الفوتونات) مازالت مبهمة عن حقيقة الكون. وبعد ذلك الوقت نسمي الفوتونات CMB أي أنها تتدفق بحرية. كما يضفي البحث الجديد مصداقية لفكرة وجود أكوان متعددة.
هذه النظرية تفترض أنه عندما نما الكون باطراد في جزء صغير من الثانية الأولى بعد الانفجار الكبير وفي بعض أجزاء من الزمكان (space-time ) توسعت بسرعة أكثر من غيرها وهذا جعلها تخلق “فقاعات” في مساحة من الوقت ثم تطورت فيما بعد لتكون الأكوان الأخرى. الكون المعروف لدينا له قوانينه الفيزيائية الخاصة ، في حين أن الأكوان الأخرى يمكن أن يكون لها قوانين مختلفة، وفقا لمفهوم الكون المتعدد ” multiverse” .
التضخم الكوني وموجات الجاذبية
يقول Alan Guth “من الصعب بناء نماذج التضخم الكوني التي لا تؤدي إلى أكوان متعددة” وأن بناء الكون المتعدد ليست مستحيلة وتحتاج لمزيد من البحوث برغم أن معظم نماذج التضخم الكوني لا تشير إلى أكوان متعددة برغم أنه يمكن عمل نموذج للتضخم الكوني و الأكوان المتعددة ولكن من الصعب الحصول على المصداقية وفقا للنظرية التضخمية والتي يمكن أن تقربنا لحقيقة الكون المتعدد.
عندما يعتقد Guth وزملاؤه في ارتفاع التضخم الكوني منذ أكثر من 30 عاما، يعتقد علماء آخرون أنه كان غير قابل للفحص. ومع ذلك، والباحثين قادرون على دراسة ضوء خلفه الانفجار الكبير يسمى إشعاع الخلفية الكونية الميكروويف ” cosmic microwave background” ويختصر بالمصطلح (CMB).
التضخم هو القوة الغامضة التي فجرت حجم الكون الحالي من المجهرية إلى الكون العملاق في جزء من الثانية.
في دراسة جديدة وجد فريق علمي بقيادة John Kovac من مركز Harvard-Smithsonian للفيزياء الفلكية علامات منبهة للتضخم على خلفية الميكروويف وأكتشف الباحثون حلقة متميزة في نمط الاستقطاب من CMB، كعلامة على موجات الجاذبية التي أنشأتها التوسعات السريعة في الزمكان فقط بعد الانفجار الكبير.
ويقول الباحثون أنه في حالة وجود أكوان متعددة فإنها قد تتصادم مع بعضها البعض وتترك وراءها علامات في إشعاع الخلفية الكونية الميكروويف، لينده، واحدة من المقتنعين بنظرية التضخم، وتقول أنه إذا كان الكون المعروف هو فقاعة واحدة فقط يجب أن يكون هناك العديد من الفقاعات الأخرى في النسيج الكوني ” the cosmic fabric”. وتقول أننا نفكر في بعض الحالات الغير مستقرة فالتضخم هو حالة من عدم الاستقرار وفي نهاية المطاف يسقط كشخص يترنح على تله يمكن أن يسقط من أي اتجاه وبشكل غير متوقع. حالة عدم الاستقرار تعني أن التوسع يتم بشكل عشوائي ومطرد مرة واحدة ومرة ثانية ومرة ثالثة والى ما لا نهاية طالما أنه قادر على التوسع.
صحة نظرية التضخم الكوني
رصد العلماء بواسطة مرصد BICEP2 وعلى مدي سنوات في القارة القطبية الجنوبية تموجات الجاذبية من الإشاعات الكونية الخلفية الميكروفيه CMB يفتح المجال لجدلية صحة نظرية التضخم الكوني التي تخلص أنه حدث تضخم في بداية تكوين الكون ثم حدث الاتساع فالكون بدا من نقطة صغيرة جدا ثم حدث الانفجار الكبير.ويخلص العلماء أن الكون الذي نحن فيه (مجرة درب التبانة) جزء من أكوان متعددة قد تكون متجانسة ومتناظرة في إشارة إلى أننا في بنا كوني محكم ومنظم على عكس رؤيتنا لتناثر النجوم بشكل عشوائي، قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ (الذاريات: 47).