الإعجاز العلمي في الحديث النبوي
نشرت مجلة المصري اليوم للمحرر عبد الرازق عيسىالسبت مقال عن الاعجاز العلمي في الحديث النبوي نعيد نشر هذا المقال بالاشار للمصدر هنا وذلك للمحتوي العلمي والديني الجيد وبمناسبة المولد النبوي الشريف
هناك الكثير من الأحاديث النبوية التي توجد بها أحداث اكتشفها العلم الحديث وهى في حد ذاتها تمثل إعجازًا علميًا للنبى الأمى الذي خرج من جزيرة العرب بدين الحق للناس جميعًا، وهى رسالة ممتدة من زمنه لزمننا تحدثنا بهذا الإعجاز، من ذلك وجد العلماء في العصر الحديث أن الجنين يُخلق من نطفة واحدة، يأخذ شكله البشري اعتباراً من اليوم الثاني والأربعين بعد تلقيح البويضة، ولكن بعد اليوم الثاني والأربعين تبدأ مباشرة الصورة الإنسانية بالوضوح، ولذلك فإن الصورة في ذلك اليوم نرى فيها ملامح جنين إنسان وتظهر عليه الأذنان والعينان بوضوح وكذلك القدمان واليدان والأصابع والجلد.. أشار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحقيقة العلمية بكل وضوح في قوله: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوَّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها). رواه مسلم.
وفى حديث آخر يقول: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء)، رواه البخاري. من أغرب التجارب العلمية ما قامت به الدكتورة «جوان كلارك» في أستراليا، وجدت أن الذباب يحوي على سطح جسمه الخارجي مضادات حيوية تعالج العديد من الأمراض، أي أن الذباب فيه شفاء!!! المفاجأة أن أفضل طريقة لتحرير هذه المواد الحيوية المضادة أن نغمس الذبابة في سائل!! لأن المواد المضادة تتركز على السطح الخارجي لجسد الذبابة وجناحها. وبذلك نجد أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن هذه الحقيقة العلمية.
كما سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في إصلاح جميع أجهزة الجسد، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)، متفق عليه.
وقول الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه: (ألم تروا إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين؟). رواه مسلم. حيث تبيَّن التطابق الكامل بين الكلام النبوي الشريف وبين ما كشفه العلماء مؤخراً من عمليات معقدة ودقيقة تحدث في ومضة البرق، حيث وجد العلماء أن أي ومضة برق لا تحدث إلا بنزول شعاع من البرق من الغيمة باتجاه الأرض ورجوعه! في هذا الحديث إشارة إلى أن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وسلم» قد تحدّث عن أطوار البرق بدقة مذهلة، بل وحدَّد زمنها أيضاً. وجد العلماء أن البرق يتألف من عدة أطوار، أهمها طور المرور، وطور الرجوع، وأن زمن ومضة البرق هو 25 ميلي ثانية، وهو نفس زمن طرفة العين، أليس هذا ما حدثنا عنه النبي قبل أربعة عشر قرناً؟!
وهناك إعجاز آخر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخله إزاره، فإنه لا يدري ما خلّفه عليه). النفض ثلاث مرات على الفراش قبل أن ننام هذه سنة يهجرها كثير من الناس، والنفض على الفراش فيه إعجاز علمي، لقد أثبت العلماء أن الإنسان حين ينام إلى فراشه يموت في جسم الإنسان خلايا فتسقط على فراشه، وحينما يستيقظ الإنسان تبقى الخلايا موجودة في فراشه وعندما ينام مرة أخرى تسقط خلايا مرة أخرى، فتتأكسد هذه الخلايا فتدخل في جسم الإنسان فتسبب له أمراضًا، وهذه الخلايا لا تُرى إلا بمجاهر.
(مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ إِذَا قَضَى اللَّهُ أَمَرًا كَانَ). وفى العصر الحديث اكتشف العلماء أن حيوانًا منويٌّا واحدًا فقط الذي يلقح البُويضَة لينتج الجنين، وبذلك فهذا الحديث يتناول الحقيقة العلمية التي لم يكشفها علم الطب إلا في القرن العشرين وهي أن حيوانًا منويٌّا واحدًا فقط من بين مائتين إلى ثلاثمائة مليون حيوان منوي في القذفة الواحدة هو الذي يلقح البُويضَة لينتج الجنين.
وقد قررت السنة النبوية وجه التشابه والاختلاف بين المولود وأبويه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي ولدت غلامًا أسود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: فما ألوانها؟ قال: حُمْر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: إن فيها لوُرْقا، قال: فأنى أتاها ذلك؟ قال عسى أن يكون نزعه عرق، قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عرق)، أخرجاه في الصحيحين، وهذا لفظ مسلم، والأورق هو الأسمر المائل إلى السواد.
ففي هذا الحديث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوانين الوراثة التي اكتُشفت حديثاً، والتي اكتشف كثيراً منها العالم مندل، ففيه شرح للصفات الكامنة المحمولة على المُوَرِّثات، والتي لم توضع موضع التنفيذ، لكونها قد سُبقت أو غُلِبَت بمورثات أخرى، فقد يرث الإنسان صفة من جد أو جدة بينه وبين أحدهما مئات السنين.
وفي واحدة من الحقائق التي لم يتوصل العلم الحديث إلى إدراكها إلا في القرن العشرين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي يرويه عنه أبوموسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: (صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فجلسنا فخرج علينا، فقال: ما زلتم هاهنا، قلنا: يا رسول الله، صلينا معك المغرب، ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال: أحسنتم أو أصبتم، قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيراً مما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى لأمتي ما يوعدون). رواه مسلم.
يقول الإمام النَّووي، في شرحه على صحيح مسلم: «قال العلماء: الْأمَنَة الأمْن والأمَان، ومعنى الحديث: أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية، فإذا انكدرت النجوم وتناثرت في القيامة، وهَنَت السماء فانفطرت وانشقت وذهبت».