الطب المفرط في التخصيص (Hyper-personalized medicine)
هذه تقنية أخرى تزدهر اليوم، ولكن لا يزال أمامها طريق طويل. في جوهرها، الطب المفرط في التخصيص هو الطب الجيني المصمم لمريض واحد، مما يجعل من الممكن علاج الأمراض التي كانت غير قابلة للشفاء في السابق، أو كانت نادرة للغاية بحيث لا تستحق العلاج.
في عام 2019، عُرض على فتاة صغيرة تدعى ميلا ماكوفيك، تعاني من مرض وراثي نادر ومميت في الدماغ، علاج مصمم خصيصًا (يُسمى ميلاسين – لطيف) لاستعادة وظيفة الجين الفاشل. وعلى الرغم من أنها لم تُشفى، فقد استقرت حالتها، وهو فوز كبير.
إن تطوير مثل هذه الأدوية المخصصة أصبح ممكناً بفضل التقدم السريع في مجال التسلسل والتعديل الجيني: فقد ارتفعت تكلفة إنشاء تسلسل كامل للجينوم البشري من نحو 20 مليون دولار في عام 2006 إلى أقل من 500 دولار في عام 2020. ومع ذلك، فإن إنشاء دواء لا يزال يتطلب موارد ضخمة (عام من التطوير في حالة ميلا) وتعبئة فرق متخصصة. وبالتالي فإن مسألة التكلفة تخاطر بالحد من تعميم مثل هذه العلاجات.