برامج لإدارة خصوصية البيانات لعام 2025
يُشكّل التعامل مع الكميات الهائلة من البيانات الشخصية والحساسة التي تجمعها الشركات تحديًا كبيرًا في أفضل الأوقات، كما أن البيئة التنظيمية المتغيرة باستمرار لا تُساعد في ذلك.
وهنا يأتي دور برامج إدارة الخصوصية، فهي تُتيح للمؤسسات رؤية شاملة لبياناتها وتُبقيها على اطلاع دائم بما تُمليه اللوائح.
ما الذي يُخبئه لنا عام 2025 بشأن خصوصية البيانات؟
أصبح من المُبتذل القول إن عالم خصوصية البيانات في حالة تغير مُستمر، ولكن هذا هو الواقع المُؤكد مع دخولنا عام 2024. إليكم بعض التغييرات والتوقعات الملموسة للعام المُقبل.
وضع موافقة جوجل مُطبّق الآن في الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية.
يبدو وضع موافقة جوجل موضوعًا مُعقّدًا، ولكن باختصار، يجب على المواقع الإلكترونية التي تسعى للإعلان عبر إعلانات جوجل في أوروبا أو تحقيق الربح من خلال إيرادات أدسنس في المنطقة أن تتكامل مع منصة إدارة موافقات معتمدة من جوجل، وإلا ستُعرّض نفسها لخطر التعليق.
لماذا؟ يعود ذلك إلى أن جوجل تبحث عن طرق لتتبع وإدارة موافقات جمهورها في أوروبا بفعالية – حيث يجب تصنيف من يختارون عدم تتبع البيانات على هذا الأساس، وتخزين تفضيلات موافقاتهم. يُعدّ هذا جزءًا من استراتيجية أوسع للامتثال لقوانين حماية البيانات الصارمة في أوروبا. ولهذا، تعاونت جوجل مع إطار الشفافية والموافقة التابع لمكتب الإعلانات التفاعلية (IAB Europe) للتحقق من منصات إدارة الموافقات (CMP) واعتمادها.
تمّ الآن طرح وضع الموافقة في جميع أنحاء أوروبا، حيث أبلغ العديد من المستخدمين عن رسالة خطأ عند فتح إعلانات جوجل (في حال عدم دمجها مع منصة إدارة موافقات معتمدة). هناك توقعات بأن نطاق وضع الموافقة قد يتوسع ليشمل تحسين محركات البحث (SEO) وإشارات الثقة، مع معاقبة مواقع الويب في نتائج البحث إذا لم تطلب وتخزن موافقات صالحة بنشاط.
بشكل عام، كانت إدارة الموافقة موضوعًا شائكًا في مجال خصوصية البيانات، مع دخول قانون كيبيك رقم 25 (قانون خصوصية البيانات الأكثر صرامة في أمريكا الشمالية) حيز التنفيذ في الربع الرابع من عام 2023. يُلزم القانون رقم 25 مواقع الويب التي تخزن بيانات سكان كيبيك بإلغاء الاشتراك في التتبع افتراضيًا وتخزين إشارات الموافقة عبر نظام إدارة بيانات فعال.
أكمل الاتحاد الأوروبي خططه لتنظيم شركات الذكاء الاصطناعي من خلال أول لائحة في العالم بشأن الذكاء الاصطناعي أواخر العام الماضي. نتوقع أن تحذو دول ومناطق أخرى حذوه، مع مراقبة دقيقة لحوكمة الذكاء الاصطناعي، وأساليب التدريب، والتحيز الخوارزمي.
اقترحت المفوضية الأوروبية الإطار التنظيمي للذكاء الاصطناعي لأول مرة على برلمان الاتحاد الأوروبي في أبريل 2021. لذا، لا يُعد هذا رد فعل على الظهور الأخير لبرنامج ChatGPT، الذي طُرح لأول مرة في نوفمبر 2022. قد يتطلب الارتفاع الأخير في الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك نظام Gemini AI من جوجل، إجراء المزيد من التعديلات على اللوائح، والتي من المتوقع طرحها على مراحل خلال عام 2024.
في حين أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية لن تُصدر أي لوائح خاصة بالخصوصية هذا العام، قامت الجمعية الدولية لمحترفي الخصوصية (IAPP) بتحديث خريطة لوائحها لتشمل إقرار ولاية نيو هامبشاير لتشريعها الخاص بالخصوصية. لم يُوقّع حاكم الولاية على هذا القانون بعد، ولن يدخل حيز التنفيذ حتى 1 يناير 2025. لذا، بالنسبة لشركات نيو هامبشاير، سيكون عام 2024 عامًا للتحضير وليس للتنفيذ.
تأتي خطوة نيو هامبشاير في أعقاب توقيع حاكم نيو جيرسي، فيل مورفي، على قانون خصوصية البيانات الجديد في الولاية. على الرغم من أن هذا القانون أصبح قانونًا رسميًا، إلا أنه لن يدخل حيز التنفيذ حتى 16 يناير 2025. ومن المتوقع أن تُنهي ولايتا كنتاكي وويسكونسن قوانينهما المتعلقة بخصوصية البيانات خلال عام 2024.
كروم يتخلص من ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية
التغيير الكبير الأول هو أن جوجل تُزيل أخيرًا ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية من كروم في عملية طرح تدريجية ستنتهي بنهاية العام. يُمثل هذا تغييرًا هائلاً في قطاع التسويق والإعلان، وسيُجبر المؤسسات على جمع بيانات الطرف الأول لتتبع رحلات عملائها بدقة.
بدأ الإلغاء التدريجي في 4 يناير 2024، حيث تم حظر ملفات تعريف الارتباط لـ 1% فقط من مستخدمي كروم. وستزداد هذه النسبة بمرور الوقت حتى يشمل الحظر جميع المستخدمين بحلول الربع الثالث من عام 2024. يأتي هذا الابتكار بناءً على قرار صادر عن هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة. ومع ذلك، لا تُزيل هذه الخطوة جميع ملفات تعريف الارتباط، ولكنها تتعلق تحديدًا بأدوات التتبع.
