المجال المغناطيسي المعكوس سيقلب التاريخ البشري رأسا على عقب
“تردد في الآونة الأخيرة وفي العديد من المصادر الخبرية أن الشمس ستشرق من الغرب في المستقبل …ولأهمية هذا الموضوع واستقاء للمعرفة من مصادرها الحقيقية وفي سياقها العلمي والنظري وبحسب النظرية الجديدة التي يناقش فرضياتها علماء الجيوفيزيقياء سنقدم شرحاً موجز عن تلك الدراسة الجديدة”
ظاهرة المجال المغناطيسي المعكوس للأرض (Reversal Earth’s Magnetic Field)
وضع علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي نموذج لاتجاه الشمال المغناطيسي الذي يقسم الأرض لنصفين كما هو واضح في الخريطة ويقولون أن اتجاه الشمال المغناطيسي عكس فجأة قبل حوالي 786 ألف سنة والأبحاث الجديدة تشير لحدوث انعكاس قطبي في المستقبل ، هذا ما وضحته الدراسة الجديدة التي أعدت من فريق علمي من إيطاليا وفرنسا وجامعة كولومبيا وجامعة كاليفورنيا الأمريكية . الانقلاب المغناطيسي الماضي يعتقد أنه قد حدث خلال مدة استغرقت آلاف من السنين، ولكن عندما يحدث الانقلاب المغناطيسي فهو في مدة بسيطة جدا مثل أن يلتفت الإنسان بوجهه من اليمين إلى اليسار وبمعني أدق أن مدة الانقلاب سريعة جدا ولم تتم بشكل بطيء وتدريجي كما كان يعتقد أنه تم خلال الآلاف السنين.
في قلب الأرض يكمن الانقلاب المغناطيسي
قلب الأرض (the heart of the Earth) الداخلية هي كتلة صلبة من الحديد تبلغ حرارتها حوالي 5700 درجة مئوية (10200 درجة فهرنهايت) ويبلغ حجم الكتلة حوالي ثلث حجم القمر، الصلابة ودرجة الحرارة العالية تولد قوة جاذبية هائلة برغم أن الكتلة محاطة بطبقة خارجية سمكها حوالي 2000كم (1240 ميل) وتتكون أساسا من الحديد والنيكل بحالتها كمادة مائعة (fluid) هذه المادة تتدفق وتتحرك مع الحديد السائل الذي يولد التيارات الكهربائية وبدورها تنشي تلك التيارات حقول مغناطيسية قوية. التغيرات في درجة الحرارة وتدفقها صعودا وهبوطا من مختلف المعادن، وردود الفعل للتغيرات على مدي قرون طويلة في كثافتها وتكوينها المعقد نظريا ، وسلوكها على طرق في باطن الأرض ينتج التحول في الاتجاه القطبي وفقا لكثافة المجال المغناطيسي. ويستند البحث الجديد لهذه الظاهرة على القياسات المأخوذة من خلال قياس مناطق المحاذاة الحقلية المغناطيسية للطبقات الرسوبية في محمية عصر ما قبل التاريخ في بحيرة بحوض سولمونا (Sulmona ) على الجهة الشرقية لجبال ابيناين روما بإيطاليا وتظهر التغييرات المحاذية تغير اتجاه الرواسب العكسي والتي جمدت منذ الآلاف السنين لتبين لنا حدوث الانقلاب العكسي حتى وقتنا الحالي.
تفسيرات الفريق الايطالي تعزز مفهوم النظرية الجديدة
قياسات فريق البحث بقيادة الإيطالي (Leonardo Sagnotti) من المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين ، تبين مؤشرات الموجات المغناطيسية الواردة للرواسب التي تراكمت على سرير القشرة الأرضية وتكونت عليها البحيرة بمعدلات كبيرة وثابتة على مدي 10000 سنة وهي قادرة على تفسير تاريخ الطبقات الأرضية التي تحتوي على حقيقة انعكاس المجال المغناطيسي المعروف باسم تحول Matuyama-Brunhes الذي وقع في الفترة المتقاربة للفترة 786 ألف سنة . وقد برهن العلماء بوجود الجسم القديم من المياه المتجمدة على عكس الريح البركانية من مقاطعة النشاط البركاني العالية التي حدث فيها العديد من حالات اندلاع البراكين بالقرب من المناطق: ساباتيني (Sabatini ) ، فيزوف (Vesuvius)، والبان هيلز(Alban Hills). مع طبقات الرماد المتراكمة ويتخللها ينابيع البحيرة السابقة، ويستخدم العلماء مادة الأرجون (argon-argon dating ) التي يمكنها تحديد عمر طبقات الرماد التي تقع فوق وتحت طبقة من الرواسب التي أثبت فيها الباحثون النظرية القطبية العكسية وأنها قد حدثت في الماضي.
فرضيات النظرية السابقة (قبل الدراسة الحديثة)
نتيجة لما سبق من التجارب والاختبارات التي أسفرت عن تحديد أدق لتاريخ التحول العكسي للمجال المغناطيسي للأرض من البحث والتنقيب في مناطق التواجد البركاني النشط ودراسة طبقات الرماد التي حددت مدة 786 ألف سنة فقد كانت النظرية القديمة تحدد حدوث الانعكاس بين مدة تبدأ من 770 ألف سنة إلى 795 ألف سنة.
ووفقا للدراسة الجديدة (النظرية الجديدة) فانه منذ 789 ألف سنة بدأ القطب المغناطيسي الشمالي للأرض ينحرف للقارة القطبية الجنوبية و استمر لعدة آلاف من السنين قبل أن ينعكس فجأة قبل سنوات بنحو 786 ألف سنة وصولا إلى النقطة القطبية التي نعرفها اليوم في القطب الشمالي. إنه لأمر مدهش كيف تم التحول بسرعة. بيانات القطبية المغناطيسية يتم تدوينها بواسطة جهاز paleomagnetic ويتم التدوين والتسجيل بشكل جيد وبصورة مستمرة ليكون أفضل سجلات التوثيق في العالم حتى الآن لتفسير ما يحدث خلال انعكاس القطبية ومدى سرعة هذه الانعكاسات وكيف يمكن أن تحدث ويتم رصدها بكل دقة.
ويأتي هذا البحث الجديد في الوقت الذي تشير الأدلة الجديدة إلى حقيقة أن شدة الحقل المغناطيسي للأرض يتناقص بمعدل 10 مرات أسرع مما كان متوقعا، الأمر الذي أدى إلى توقعات لبعض الجيوفيزيائيين من حدوث انعكاس في وقت ما في غضون السنوات الألفية القليلة القادمة.
الانعكاس المرتقب
مصادر الدراسة التي سنقدم رابطها لاحقا وفي ترجمتها تقول ” أن مثل هذا الانقلاب المغناطيسي سيكون حدثا عالميا كبيرا، وبرغم أنه ليس هناك دليل كبير من السجلات الجيولوجية والبيولوجية إلا أن هذا التحول سيكون بأي حال من الأحوال كارثة للحياة مع الانتكاسات الماضية.” ويعني ذلك أن العلماء على حقائق تكاد تكون يقينية أن الانعكاس القطبي للأرض سيقع في زمن ما قد يكون قريب بمئات السنين أو بعيد بالإلف السنين وعن حدوث كارثة فان ذلك غير مؤكد برغم أن العلماء يرون أن الانقلاب العكسي سيعيث فسادا “من وجهه نظرية” على انهيار الشبكات الكهربائية أو تغيير في المجالات الكهربائية أو الأسوأ المتمثل في طفرات من المجالات المغناطيسية غير المستقرة على الأرض وهي في طريقها للانعكاس الكامل فقد نرى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان الناتج من انحراف الإشعاعات ، كذلك قد يسمح المجال المغناطيسي للأرض باستقطاب كواكب قريبة من الأرض.
الآثار البيولوجية من الانعكاس القطبي
يدعو البروفيسور بول رين(Paul Renne) مدير مركز بيركلي للتاريخ الجيولوجي إلى الإمعان في التفكير حول الآثار البيولوجية للانعكاس القطبي فهو الجانب الأكثر قلقا من نتائج الدراسة الجديدة فالانعكاس في المجال المغناطيسي سيكون مفاجئ 180 درجة حيث أن المجال المغناطيسي أظهر طبيعة غير مستقرة على مدي 6000 سنة قبل أن تنخفض القطبية من حوالي 2000 سنة بشكل استثنائي و المتمثلة في قوة المجال المغناطيسي . ويقول البروفسور بول “ما لا يصدق هو أن نذهب عكس القطبية وبسرعة ، وربما في أقل من 100 سنة، و نحن لا نعرف ما إذا كان الانعكاس القادم سوف يحدث فجأة كما حدث في الماضي لكننا أيضا لا نعرف أنه ربما لن يحدث أصلا. أن الانعكاس القطبي من شأنه أن يغير من عمر الأرض ويجعل تاريخنا رأس على عقب.
نظرية انعكاس قطبية الأرض في الدين الإسلامي
نحن لا نحاول الاستشهاد باليقين على الفرضيات الواردة في نظرية ما، فالنظرية تعدل فرضياتها وربما تحذف بكاملها ولكن الآية أو الحديث النبوي الصحيح لا يمكن أن يتغير، أن انعكاس القطب الشمالي للجنوب والعكس لن ينتج منه تحول فيكون مشرق الأرض مغربها ويكون مغربها مشرقاً أي أن الشمس ستشرق من الغرب ذات يوم ، برغم أن من علامات الساعة ألكبري أن تشرق الشمس من مغربها لذا قد ينتج من التحول القطبي تغير مسار حركة الأرض “من الشرق إلى الغرب” وانتقال القطب الشمالي للجنوب.
وقد يكون التحول القطبي غير صحيح أصلا ، حيث سيتغير فقط اتجاه حركة الأرض فهي تسير من الغرب نحو الشرق لذا تشرق الشمس من الشرق وعند حدوث التحول ستكون حركة الأرض من الشرق إلى الغرب فجاه دون تغير القطبية أو بتغيرها.
الملاحظ أن هذه الدراسة أغفلت دور الشمس والمنظومة الكونية المحيطة بالأرض فهي ركزت في تفسيرها على قلب الأرض الذي يولد مجالات مغناطيسية هائلة ، ومع ذلك فالأرض تتأثر بحركة الشمس فهي تابعة لها.